يلعب العامل الثقافي دورا مهما في بلورة الوعي لدى الشعوب ودعمها لوجستيا ً بما يجعلها ذات قدرة على التغيير وتصحيح المسارات الخاطئة ، ومواكبة مايجري من تطورات وتمظهرات حضارية على صعيد تحقيق وجودها بما ينسجم ويتناغم مع الذات الانسانية بوصفها قيمة عليا . فالثقافة : ( لا تعد مجموعة من الأفكار فحسب، ولكنها نظرية في السلوك مما يساعد على رسم طريق الحياة إجمالا، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب، وهي الوجوه المميزة لمقومات الأمة التي تميز بها عن غيرها من الجماعات بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدسات والقوانين والتجارب.و إجمالا فإن الثقافة هي كل مركب يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات. ) . فالمعارف والفنون ، بوصفها احد مكونات الثقافة تعمل على بلورة وعي واحساس قويين بقيمة الذات وتدعمها بكل مقومات السلوك الثوري ضد مختلف اشكال التعسف والاستلاب والهيمنة ، وخصوصا مهيمنات السلطة وعلى مختلف مستوياتها سواء كانت سياسية ام سوسيو ـ ثقافية .
فما حدث في مصر ، سواء في ثورته الاولى ، ثورة 25 يناير ضد الحكم الدكتاتوري لنظام مبارك ، والثورة الثانية ثورة 30 يوليو لتصحيح مسار الثورة التي انحرفت عن اهدافها بفعل هيمنة الاخوان المسلمين على المواقع السياسية والتمهيد لفرض ايديولوجيتهم عبر ( اخونة ) مؤسسات الدولة ، لم يحدث فقط نتيجة للواقع الاقتصادي المتردي لمصر المعروفة بقلة مواردها الاقتصادية التي لاتتلاءم والزخم السكاني الذي يتجاوز الـ 82 مليون نسمة مع انه سبب رئيس للثورة ، انما العامل الثقافي قد لعب دورا كبيرا وحاسما في الثورة والتغيير كما تطرقنا الى طبيعته وقوة تأثيره بوصفه وعيا متقدما واحساسا قويا بقيمة الذات . فمصر بحضارتها العريقة التي تعود لـ 7 آلاف عام ، ومنظومتها الثقافية المتقدمة من فنون ريادية على المستوى الفكري والابداعي ، ومن فنون جميلة على المستوى الموسيقي والسينمائي والتشكيلي والمسرحي وغيرها من فنون ومعارف ، القت ، اي (مصر المثقفة) بظلالها على المواطن المصري ومنحته تلك النزعة الثورية ضد مختلف اشكال القهر والحرمان وهو مانراه اليوم ماثلا باروع صوره واسمى تجلياته في ثورته التصحيحية ثورة 30 يوليو ، ومن قبلها ثورة 25 يناير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق