
وما أن انتشر الكتاب , حتى اختفى بعد اسبوع من الاسواق , وسافر المؤلف لاستلام مركز دبلوماسي في السفارة الاردنية في جدة .
ويبدو ان نظرة الولايات المتحدة الامريكية الاستعلائية الان إلى ما أقامه الوزيران سايكس وبيكو من دول شرق اوسطية وخطوط لتحديد مستقبل شعوب المنطقة ستترجم نفسها من خلال تطوير مفهوم جامعة شيكاغو عن « الدول المتغيرة «ALTERED STATES والتي تداول علماء السياسة ايجابياتها وسلبياتها عالمياً واوروبيا واقليمياً .
ففي هذا العام سيطر الكورد السوريون من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الدفاع الشعبية على مناطق سكناهم في القامشلي وعامودا والقباني والحسكة , وشكلوا جيبا جغرافياً خاصاً يحرسه الجيش الكردي الحر بكتائبه التي تحمل اسماء مشاهير الاكراد مثل الامام النورسي , والنجمة المصرية سعاد حسني , والفريق العسكري العراقي بكر صدقي , وداعية تحرير المراة العربية قاسم امين , ورئيس الحكومة في دمشق حسني الزعيم , واعلنوا حكماً ذاتياً , واشتبكوا مع مقاتلي جبهة النصرة الاسلامية الذين اغتالوا زعيمهم العسكري عيسى حسون , وطردوهم من قراهم ومدنهم , لولا المدد الذي جاء من المقاتلين الجدد في الدولة الاسلامية في العراق وسوريا , ومن مجاهدي تنظيم القاعدة . وقد أضطر مائة وثلاثون الفاً من اكراد سوريا الى الهرب الى اربيل العراق حيث اطلق مسعود البارزاني تصريحه الناري قبل ثلاثة اسابيع باننا لن نقف ساكتين وابناء شعبنا في سوريا يتعرضون للقتل والتعذيب على ايدي تنظيم القاعدة ولن نقبل اية إساءة لاخواننا هناك .
انها المتغيرات الاقليمية نفسها التي حدت برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لان يعيد فتح قنوات الحوار مع رئيس حزب العمل الكردستاني عبد الله اوجلان , المسجون في تركيا , والمغضوب عليه امريكيا باعتباره رئيسا لتنظيم ارهابي , ويطلب اليه قبول الوساطة السياسية لسحب مقاتلي الحزب من التراب التركي مقابل عروض سياسية وتعليمية وثقافية وعسكرية مع إغراءات باعادة إحياء الهوية الكردية التي سبق ان طمسها كمال اتاتورك في بدايات تاسيس الدولة الحديثة .
وهي المتغيرات السياسية التي جعلت الزعيم الكردي رئيس الجمهورية جلال الطالباني والرئيس الحالي لاقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يوثقون من تحالفاتهم مع واشنطن ضد بغداد في التسعينيات من القرن الماضي وتحديداً عام 1996 .
ومن المتغيرات الاستراتيجية ايضاً موقف الاكراد في ايران الذين اعلنوا من خلال تجمعهم السياسي في « حزب الحياة الحر « انهم على استعداد للذهاب من طهران الى سوريا لمحاربة الجهاديين ومقاتلي القاعدة الذين اجبروا اخوانهم من اكراد سوريا على اللجوء الى العراق.
فهل تحقق واشنطن للتربوي الاردني علي سيدو الكردي أمانيه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق