بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 أغسطس 2013

تحذير من البنك الدولي - طاهر العدوان

حذر رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم المجتمع الدولي من ترك الاردن وحيداً في مواجهة مشكلة اللاجئين السوريين وبعد ان كشف يونغ معلومات غير متوفرة حتى للرأي العام الاردني فان ما من مؤشرات تدل على ان المجتمع الدولي سيستجيب لهذه التحذيرات وفي المحصلة سيجد الاردن نفسه وحيدا في مواجهة الأعباء المالية والأمنية والاقتصادية امام هذه المشكلة المتصاعدة.
يقول يونغ ان نسبة عدد اللاجئين ستصل في نهاية العام الى واحد بين كل ستة مواطنين، وكان تقرير سابق قد بيّن ان مخيم الزعتري اصبح في المرتبة الخامسة بين التجمعات السكانية في البلاد من حيث عدد السكان، واذا كان هذا المخيم لا يضم سوى نصف العدد الفعلي للاجئين لان مئات الآلاف من السوريين يقطنون في المدن والمحافظات فان تقرير رئيس البنك يرى ان ذلك يشكل ضغطا كبيرا على الموارد المالية وعلى البنية التحتية، وهو يقدم مدينة المفرق كمثال التي ارتفع عدد سكانها مع وصول اللاجئين من ٩٠ ألفا الى..٢ ألف.
لقد بذلت وعود مالية سخية في السنة الأخيرة من دول عربية وأجنبية لتغطية أعباء اللاجئين لكن هذه الوعود لم تأخذ بالحسبان الأعباء المالية خارج الزعتري ولا هي التفتت الى الأبعاد الأمنية والاقتصادية الكبيرة على الاردن، وكالعادة من تجارب إقليمية ودولية مع مشاكل اللاجئين فان المجتمع الدولي يتحمس في البداية ثم يبدأ بإدارة ظهره اذا طالت المشكلة وتراكمت الأعباء.
لا يستطيع الاردن بحكم موقعه وعلاقته الأخوية مع السوريين ان يرفض استضافة اسر وعائلات هاربة بأطفالها ونسائها من الموت لكن يبدو ان الحدود فتحت أكثر مما يجب اذا أخذنا بالاعتبار مواقف العالم من المذابح القائمة ضد الشعب السوري الذي لا يرى في ( انتصارات ) النظام في القصير وحمص وإحياء دمشق الجنوبية ودرعا الا مسألة موازين قوة بين النظام والمعارضة وهذه مصيبة كبرى.
هذا العالم يتجاهل حقيقة ان هذه (انتصارات ) تقوم على التدمير الكامل للأحياء والمدن مع الاف القتلى والجرحى وزيادة موجات اللاجئين الذين يقول جيم يونغ انهم وصلوا حتى اليوم الى مليون وسبعمائة ألف لاجئ.
المجتمع الدولي سيظل يدير ظهره لمشكلة ملايين اللاجئين التي اعتبرت الأعظم على وجه الارض ما دامت حدودنا مفتوحة أكثر مما يجب وبدون عمل دؤوب على تجسيد الأزمة على الساحة الدولية والنفخ على نيرانها حتى تلفح حرارتها العالم، ومن البؤس ان يلخص قتل مئة ألف وفرار ملايين السوريين من بلادهم بعد تسوية أحيائهم بالأرض بمشكلة الخلاف بين روسيا وأمريكا داخل مجلس الامن.
لابد من ان تضغط دول الجوار السوري والدول العربية المهتمة على المجتمع الدولي وعلى مجلس الامن من اجل إنشاء مناطق عازلة وآمنة داخل سوريا لاستيعاب ملايين اللاجئين، هذا هو الحل الوحيد امام حرب يبدو ان لا نهاية لها قبل ان تفرغ سوريا من شعبها وقبل ان ينجح النظام في تصدير شعبه وازمته الى دول الجوار.
أبشع جوانب المأساة الإنسانية في سوريا ان يستمر النظام بالمذابح ويستمر المجتمع الدولي بالصمت بحجة ان في سوريا جبهة النصرة، دون الاكتراث بحقيقة ان ترك الشعب السوري وحيدا على مدى عامين هو الذي حول بلاده الى ملاذ للإرهاب الذي يتغذى من مجازر النظام ومساندة روسيا ودعم ميلشيات ايران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق