بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 أغسطس 2013

إسرائيل وخطاب «المنامات» والدعاية الإخوانية !- رجا طلب

كان ملفتا للانتباه التركيز المفاجئ من قبل القيادات الاخوانية في الأردن على « دور إسرائيل « في موضوع عزل محمد مرسي وثورة 30 يونيو، وكذلك تصريحات القرضاوي الذي فقد هو الآخر صوابه ووقاره واتهم إسرائيل بالوقوف وراء عزل مرسي وطالب العالم الإسلامي بالتضحية من اجل دعم الإخوان وليس تحرير فلسطين بعد أن اتضح بالوقائع أن القضية الأساسية للجماعة هي الحكم وتحديدا في مصر، أما فلسطين فهي مجرد شعار وغطاء ليس أكثر.
القاعدة التي اتبعتها الأنظمة العربية المتعاقبة منذ خمسينيات القرن الماضي في موضوع الدعاية السياسية هي الارتكاز في كسب شرعيتها إلى الحديث عن مواجهة إسرائيل وتحرير فلسطين، ولكن هذه « اللعبة « فُضحت ولم تعد مقنعة للمواطن العربي العادي وتحول اثر « إسرائيل « كركيزة في الدعاية السياسية لكسب الشرعية الى حالة غير مؤثرة في قناعات الناس، وأخذت الكثير من الأنظمة تستعيض في تسويق نفسها بالحديث عن ديمقراطيتها ومدى نموها الاقتصادي ومدى تطورها الحضاري بديلا لاستخدام العداء اللفظي لإسرائيل.
في تجربة الإخوان في مصر بل في مجمل ثورة 25 يناير لم تكن فلسطين والقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي عوامل مساهمة في تفجير الهبة الشعبية ضد نظام مبارك، بل كانت القضايا المصرية الوطنية من الفساد إلى الأزمة المعيشية إلى الاضطهاد وكبت الحريات هي العوامل المفجرة للثورة، وبعد تسلم الإخوان للحكم وتكوينهم لنظامهم السياسي لم تكن فلسطين حاضرة بالمرة على أجندتهم السياسية، بل على العكس مما كان متوقعا قام محمد مرسي الرئيس المعزول بتعيين السفير عاطف سالم سفيرا لمصر في إسرائيل بعد عقد كامل من شغور المنصب زمن مبارك، وأثار وقتها الخطاب المرسل من مرسي لشمعون بيريز لاعتماد السفير الجديد بما تضمنه من عبارات الود والاحترام والحميمية حالة من الاستهجان والاستنكار لدي الشارعين المصري والعربي وخاصة خاتمة الخطاب والتى جاء نصها كما يلي « أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.. صديقكم الوفي محمد مرسي».
ولكن لماذا قفز اسم إسرائيل فجأة في الخطاب الدعائي للإخوان في محاولات « شيطنة « ثورة 30 يونيو وتشويه صورة وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي وتصوير الإرادة الشعبية المصرية وخروج 33 مليون مصري يرفعون العلم المصري ويهتفون « ارحل « وكأنها تمت بفعل وتأثير إسرائيل ؟؟؟
بالمناسبة مثل هذه الدعاية هي إهانة ما بعدها اهانة للشعب المصري !!
إسرائيل قفزت بقوة إلى مفردات الخطاب الدعائي للإخوان في مصر والأردن وغيرها من الدول العربية عملا بتوصيات اجتماع التنظيم العالمي للإخوان في تركيا والذي عقد من 11 الى 14 يوليو الماضي والقرار على ما يبدو اتخذ من قبل المجتمعين دون دراسة علمية ومن الواضح انه رد فعل متوتر ويعكس أزمة في الخيارات.
مشكلة الإخوان أنهم باتوا لا يملكون القدرة على التراجع عن مطالبهم، وتحديدا مطلبهم بعودة مرسي للرئاسة رغم علمهم اليقيني بعدم واقعية هذا المطلب أو إمكانية تحقيقه، فباتوا أسرى خيار واحد هو خيار حافة الهاوية والاستمرار في صناعة الفوضى وإراقة الدماء، ولذلك وللتغطية على هذا الخيار الانتحاري لابد من خطاب دعائي يبرره ويدعمه، وأفضل خطاب يمكن أن يخدم هذا «الانتحار» هو زج إسرائيل بالموضوع والاستمرار في الخطاب الغيبي والمشعوذ وقصص المنامات والأحلام والتى كان أشهرها ما جاء على لسان احد شيوخ الإخوان في قناة اليقين والتي فسر فيها مشاهدة احد المشايخ الحالمين في حلمه قيام النبي صلي الله عليه وسلم بتقديم محمد مرسي للإمامة بدلا منه في صلاة العصر بأنه « عودة مؤكدة للمعزول إلى الحكم مرة ثانية «.
سؤال:
لماذا لا يكشف لنا الإخوان كيف صنعت إسرائيل ثورة 30 يونيو وأخرجت 33 مليون مصري من بيوتهم في ميادين مصر ؟ قال تعالى في سورة النحل الآية 116 (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلَالٌ وهذا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) صدق الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق