بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

قاسم سليماني... رئيسا لجمهورية العراق والشام! -داود البصري

ثمة حقيقة ميدانية باتت شاخصة وواضحة اليوم في العراق المحتل إيرانيا , تقول ان النظام الإيراني قد أحرز نصرا ستراتيجيا فاعلا في الشرق القديم, وخصوصا في العراق بعد أن تمكن من تحقيق جل أهدافه العلنية التي كان يطرحها خلال الحرب العراقية - الإيرانية الطويلة التي إمتدت ثمانية أعوام دموية عجاف , فبعد عقدين من نهاية تلك الحرب بهزيمة عسكرية ساحقة وبتجرع كأس سم الهزيمة الشهير عام 1988 هاهم الإيرانيون اليوم يهيمنون بالكامل على أمور العراق وشؤونه , وهاهم يقاتلون بجنودهم وحرسهم الثوري وغلمانهم الطائفيين في العراق ولبنان وأفغانستان واليمن حربهم القذرة في بلاد الشام تنفيذا لرؤية خرافية صفوية حول ملاحم وفتن وهمية كاذبة يروجون لها عبر فكرهم المريض. ولعل أكبر إنتصار حققه الإيرانيون في حروب فرض الإرادة الإقليمية هو تحكمهم التام والمطلق بمسارب الوضع العراقي عبر السيطرة على كل القوى السياسية الحاكمة بجميع طوائفها وانتماءاتها وتوجهاتها , وها هو الجنرال الحرسي قائد العمليات الخارجية في "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني قمي يتحرك في الشرق القديم وتحديدا في عواصم بني أمية وبني العباس بخفة النمر وخبث الثعلب! ويكون بمثابة أمير الأمراء ومعقد الأمل ومحط الرجاء للعديد من إنتهازيي الشرق التعيس, ففي حفلة تأبين والدة سليماني تقاطر القوم في العراق للتعزية وكان أبرزهم رئيس البرلمان العراقي السيد أسامة النجيفي الذي يعرف تماما حجم الجرائم الطائفية التي تورط فيها سليماني في العراق ولكنه جاء للتعزية ممنيا النفس بكرسي كاكا جلال طالباني الفارغ في رئاسة الجمهورية وهو منصب لن يتنطع إليه أي عراقي مالم يكن مسددا ومعصوما ومباركا من طهران! وجميعنا يتذكر المقلب التاريخي الذي أكله زعيم القائمة العراقية إياد علاوي في انتخابات عام 2010 حينما فازت قائمته بالأغلبية ولكن "الفيتو" الإيراني حرمه من الوزارة الأولى ليتسلمها نوري المالكي ويستمر مسلسل الفشل الطويل والموجع والمباركة الإيرانية المنتشية والسعيدة بفشل العراق وترديه.

 اليوم يحاول النجيفي ملكا أو يموت فيعذرا ويصول ويجول على القيادات الإيرانية معللا النفس بالآمال في منصب الرئاسة الفارغ منذ اشهر طويلة والذي يصر الأكراد على أنه محصور بهم فقط لاغير , بينما يحاول السنة ركوب الصهوة من خلال الرضا الهمايوني الإيراني والذي يعيش اليوم أزمة بنيوية حادة للغاية نتيجة الخشية على مستقبل النظام السوري السائر للاضمحلال والتلاشي وهو ما يدفعهم لتفعيل خططهم البديلة في أرض العراق من خلال تفعيل معادلة الرعب الطائفي وتسليط التيارات الصفوية المتطرفة لتحويل وسط وجنوب العراق قاعدة طائفية صافية من لون واحد, ومغلقة على مكون واحد وبهدف ستراتيجي محوره الأساس منع انتفاضة الشعب العراقي لتغيير وتحسين أوضاعه والإطلالة الأمنية المباشرة على الخليج العربي, وخصوصا في الكويت والبحرين وتحصين العمق الدفاعي الإيراني واعتبار العراق خط الدفاع الإيراني الأول في وجه أي تهديدات غربية مستقبلية بشأن المشروع النووي ومشاريع الهيمنة الأخرى, وقد تحول الجنرال قاسم سليماني اللاعب الأقوى في الساحتين العراقية والسورية , ففي العراق تخشاه وتخشى بطش عصاباته كل القوى السياسية العراقية بما فيها القائد العام للقوات والميليشيات المسلحة نوري المالكي والذي يفضل عدم الدخول بأي شكل من أشكال المواجهة مع سليماني الممثل الشخصي للولي الإيراني الفقيه لأن في ذلك نهايته الفعلية , وجميع الأطراف العراقية تدرك اللعبة والتي كان لمستشار الأمن الوطني العراقي السابق موفق الربيعي سبق الكشف عنها منذ سنوات , أما في سورية فإن معركة الحفاظ على نظام بشار الأسد تمثل تحديا حقيقيا للدور الستراتيجي الإيراني وهي معركة شخصية يخوضها سليماني من خلال زج وتوريط عناصر الحرس الثوري في قمع الثورة السورية واستحضار وتوريط "حزب الله" اللبناني في تلك اللعبة الدموية الخطرة , ولو حدثت الهزيمة الإيرانية التامة في الشام وهي ستحدث حتما فإن التراجع لما بعد العراق هو خط أحمر وغير مسموح به , لذلك كله ولأسباب وعوامل أخرى فإن قاسم سليماني هو اليوم بمثابة الرئيس التنفيذي والفعلي لكل من جمهورية غلمان إيران في العراق ولجمهورية البعث السوري! وهي مهزلة من مهازل زمن غلمان الصفوية السياسية في الشرق القديم.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق