بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

الساسة يتصارعون على السلطة.. وفقراء تونس لهم الله



سكان الضواحي الفقيرة في تونس يفتخرون بأنهم كانوا أول من نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على بن علي،لكنهم لا يشعرون أن صوتهم مسموع في ظل حكومة الإخوان.الفترة الانتقالية زادت الفقراء تهميشا
و تواجه حكومة الترويكا التي تتزعمها حركة النهضة الإسلامية أزمة سياسية كبيرة بعد أن فشلت في الوفاء بوعودها الانتخابية، الأمر ذاته ينطبق على المعارضة التي يقول عنها فقراء تونس أنها تمثل مصالح الطبقتين العليا والوسطى.
مع تزايد البطالة في تونس بدرجة كبيرة واتساع نطاق الشعور العام بالمعاناة يرى البعض أن أوضاع البلاد ساءت باطراد منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011.
 وفي المناطق الفقيرة التي يغلب على سكانها التدين، مثل حي التضامن على مشارف العاصمة تونس بدأ السكان ينفضون من حول السياسيين ومن بينهم حركة النهضة التي ساهموا بأصواتهم في وصولها إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع.
 وتواجه حركة النهضة أزمة سياسية كبيرة وتواصل المعارضة احتجاجاتها الحاشدة في وسط العاصمة للمطالبة باستقالة الحكومة. وانضم آلاف التونسيين إلى التجمعات الحاشدة لاستيائهم من تدهور الوضع الاقتصادي ومن تأخر مسودتي قانون الانتخابات والدستور ثمانية شهور. ولكن في التضامن حيث يقيم بائعون أكشاكا مؤقتة من الخشب والمشمع مل السكان من المعارضة التي يقولون إنها تمثل مصالح الطبقتين المتوسطة والعليا.

وقال عامل في متجر يدعى عبد العزيز جبالي (34 عاما) إن المعارضة ظلت تتحدث منذ سنوات عن الحرية والديمقراطية لكنها انقلبت على المبادئ التي كانت تنادي بها لأن الإسلاميين وصلوا إلى السلطة.
 ويفتخر سكان الضواحي الفقيرة في تونس بأنهم كانوا أول من نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على بن علي. لكنهم لا يشعرون أن صوتهم مسموع رغم أن عدد سكان الحي يزيد على 600 ألف شخص من إجمالي سكان تونس العاصمة الذين يبلغ عددهم 2.5 مليون نسمة.
 وقال رجل من سكان التضامن يدعى بشير العرفاوي إن المرحلة الانتقالية في تونس توقفت لأن المعارضة تسعى إلى تعطيل المسار الديمراطي. وناشدت الموظفة مروى منير الذين ينتقدون الحكومة الصبر وقالت إن أيا من المعارضة والنهضة لا يملكان حلا سريعا لاصلاح بلد عاش عشرات السنين في حكم دكتاتوري. وأضافت مروى (35 عاما) أن أي دولة تحدث بها ثورة تحتاج إلى عشرة أعوام على الأقل من أجل الإصلاح. وقال رجل آخر من سكان التضامن يدعى حسني إن الساسة يتصارعون على مقاعد السلطة ولا يفكرون في المواطنين العاديين.
 واستمرار التأييد لحركة النهضة في حي التضامن يشير إلى أن شعبية الحركة ما زالت قوية بين أنصارها الفقراء الذين كانوا الأكثر تأثرا بمشاكل تونس الاقتصادية المستمرة. إلا أن ذلك قد لا يستمر طويلا إذا لم تتوصل النهضة إلى طريقة لمحاربة الشعور العميق بالحرمان من الحقوق.
 ونفذ صبر كثيرين مثل بريزة قدري (45 عاما) وهي أم لأربعة أبناء. وقالت بريزة إن ثمن الدواء ارتفع وزاد ثمن المياه والكهرباء. كل شيء ارتفع ولم يعد أمامها من سبيل لإطعام أبنائها وقالت إنها تلقي اللوم على الحكومة في ذلك. ويشعر سكان التضامن بالغضب من أن الفترة الانتقالية إلى الديمقراطية في تونس جعلتهم منبوذين، ويقول معارضو النهضة إنها تستغل هذه المصاعب لتحقيق مكاسب سياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق