بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

قراءة في كتاب مفهوم الإيمان بين الإنجيل والقرآن -ضحى عبد الرؤوف المل



يقول الأب" سلوم سركيس" في كتابه مفهوم الإيمان بين الانجيل والقرآن:" أن لنا أصولا ينبغي أن نعود اليها، فنتجدد روحا وفكرا، وان أمامنا معضلات ينبغي أن نجابهها بملء الحرية، وملء العزم برؤية جديدة.
" في كتابه " سلوم سركيس"  داخل مفردة الإيمان ليجعلها شاملة قبل أن يبدأ بمقارنات تقود القارئ ليكتشف بثقة ان " الإيمان هو الثقة والشعور بالطمأنينة التي تنفي الخوف، لنتحرر من كل عبودية مادية بعد أن نمتلك " لغة العقل والقلب لا لغة الضغائن".
يضع الأب" سلوم سركيس"  المسيحية والإسلام أمام مفهوم الإيمان برمزية النور الذي يدخل إلى العقل والقلب،  وتصدقه الجوارح ملتزما بالابتعاد عن الدين كمنهج عبادي يختلف فيه الناس، ويقودنا أحيانا نحو هاوية اذا لم يقترن بالإيمان.  كما ان ثنائية الخير والشر تختلف زمانا ومكانا،  لكنها صفات تلازم الحياة التي أبعد ما تكون عن التصلب والجمود. إلا ان الأب " سلوم سركيس " يدفع القارئ إلى التساؤل أين مفهوم الإيمان عند اليهودية، أليس الإيمان هو واحد عند كل البشر؟.. 
تساؤل يجعلنا نبحث عن الإنسان كمخلوق مكرم من الله بأن خلقه في أحسن تقويم.  كما ان الله أرسل له الرسل كنور يجعله يرى الحقيقة في أفعاله وأقواله،  ليتفكر في الكون ويبتعد عن التماس الخوارق كي لا يصبح الإيمان خرافة، والدين صناعة أفراد جهلوا الماضي وضاعت لديهم المعايير" فمن لم يؤت الرؤية لا يقنعه شيء، ومن أوتي الرؤية كان أمينا فلم يصده عن الفعل شيء."
يرى الأب"  سلوم سركيس" ان الايمان وحده لغة قادرة على توحيد البشر. لأن خلاف الأديان لا شأن له بمفهوم الإيمان كنور يدخل العقل والقلب،  ويبعث السلام والمحبة بين البشر لتتآخى وتبتعد عن الشرور، والخلافات والنزاعات طالما مبعث الانجيل والقرآن والكتب السماوية إله واحد هو الله، فلماذا نختلف؟.
تحليلات ومقارنات، مقاربات  ومفاهيم ايديولوجية لأفكار تداولها بالبحث والتدقيق،  والمقارنات بين الانجيل والقرآن حتى ليشعر القارئ  ان الأب" سلوم سركيس"  يفك كل غموض ترك المسيحية والاسلام على خلاف بينهما دون الإدراك ان الله واحد وفي البدء كانت الكلمة.  بينما في الحقيقة انهما في الانجيل والقرآن على مفهوم واحد هو مفهوم النور أو الايمان الذي يفك كل غموض في النفس البشرية، فحرية الدين سببها قوة الإيمان مهما بدأ الدين متناقضا من حيث تعدد وجهات النظر والمذاهب وما إلى ذلك.  لأنه"  ما دام الغموض استحالت الألفة" وهذا ما يحتاجه اليهود،  ليبسطوا قوتهم على الضعف الديني بينما يستحيل  ذلك لو تعمقنا بمفهوم الإيمان،  فلا يفتر المؤمن عن التساؤل والتبين مهما تعددت المعطيات وتناقضت. إله المسلم الحق، وهو شخصي حي، أبعد ما يكون عن اله المذاهب وهو صنمي جامد حرفي." فلماذا تتقاتل المذاهب فيما بينها والإيمان في الكتب السماوية هو جوهر يضيء العقل والقلب ويدعو إلى الالفة والمحبة والسلام فيما بيننا؟.
اكتفى الأب " سلوم سركيس" بمفهوم الإيمان بين المسيحية والإسلام،  أو بالأحرى بين الانجيل والقرآن، وترك مفهوم الإيمان ينضج فكريا داخل عقل القارئ،  ليدرك ان للإيمان شمولية عالمية تدمج البشر في فكر كوني، يؤدي إلى التفكر اننا اخوة في الخلق والانسانية،  لنستطيع بعدها نبذ الأحقاد،  وترك أي خلاف يجعلنا كعرب تحت لواء مفاهيم غربية جعلتنا نجهل الماضي،  فضاعت المعايير لأنه" ما دام الإيمان والروح لم يولدا في الغرب"  فهذا يعني ان الإيمان في الغرب بدأ بفعل التفكر بعد تفاقم النزاعات الدولية والبؤس العربي وفوضى العالم المعاصر،  والحروب التي تقودها قوى الشر والمادة التي تبحث عن النزاعات،  لتمحو الإيمان عن الأرض قبل محو الأديان؟.ام انه يدعو المسيحية والإيمان لاستدراك الجوهر الإيماني من الكتب المقدسة؟.
يحاول الأب" سلوم سركيس"  فتح البصائر المعمية عن قضايا العروبة،  وما هو حاصل في بلاد العرب بسبب الجهل  في المفاهيم الإيمانية والتمسك بتعصب بالأديان والمذاهب تاركين للدسائس أن تؤرجح ميزان العدل الذي ستتوازى كفتاه بعد أن تعم الغرب المفاهيم الإيمانية والأخلاق الحسنة التي نفقدها ببطء بسبب الجهل والتعصب الأعمى والبعد عن مفهوم الإيمان، لأن " العدل تجاه الذات انما هو البصيرة التي تجنب هوتين: هوة الغرور وهوة التقصير. من شعر بما وهبه الله من إمكانات فمضى في إنجازها شعر بأن ما يقوم به واجب."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق